ولي العهد السعودي يشير إلى أن سباق التسلح النووي مشروط بقدرات إيران: معضلة للدبلوماسية العالمية

في مقابلة حصرية مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، أثار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المخاطر الجيوسياسية، قائلاً إن المملكة العربية السعودية ستسعى للحصول على أسلحة نووية إذا حصلت عليها إيران أولاً. ويؤدي هذا التأكيد إلى تفاقم المخاوف بشأن سباق التسلح المحتمل في الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر.




وذكرت شبكة فوكس نيوز أن “محمد بن سلمان لم يتقن الكلمات عندما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية ستعادل القدرات النووية لإيران، إذا نجحت إيران في تسليح نفسها بقنبلة نووية”. لكنه أضاف أن امتلاك الأسلحة النووية لا يقدم أي فائدة عملية ولن يؤدي إلا إلى إثارة صراع واسع النطاق يشارك فيه المجتمع الدولي. وشدد ولي العهد على أن العالم لا يستطيع تحمل هيروشيما أخرى بسبب الأسلحة النووية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤولون سعوديون إلى إمكانية امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فإن التأكيد العلني من قبل ولي العهد يمثل تحولا ملحوظا في الموقف النووي للمملكة ويضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى العلاقات الإيرانية السعودية. إلى ذلك، أكد ولي العهد أن العلاقات مع إيران تتحسن، مما يغذي الآمال في الأمن والاستقرار الإقليميين. ومن المثير للاهتمام أنه كشف أن الصين تقوم بالوساطة بين البلدين.



وفي الشأن الإسرائيلي الفلسطيني، نفى الأمير محمد بن سلمان تعليق المحادثات المتعلقة بالعلاقات مع إسرائيل. وقال إن "المناقشات تتقدم يوما بعد يوم"، في إشارة إلى المحادثات النشطة مع الولايات المتحدة للتخفيف من محنة الفلسطينيين. وأشاد بإمكانية التوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي باعتباره الأهم منذ نهاية الحرب الباردة إذا أتى بثماره في ظل إدارة بايدن.



وفي معرض حديثه عن الأزمة اليمنية المستمرة، أكد ولي العهد على دور المملكة العربية السعودية المستمر كداعم رئيسي لليمن. وأضاف: "نحن نتطلع إلى حل سياسي مستدام". وأشار إلى أن السياسات النفطية السعودية تمليها ديناميكيات العرض والطلب. وقال ولي العهد: "نحن ملتزمون باستقرار سوق النفط ونقوم بدورنا ضمن أوبك+ لتحقيق التوازن في السوق".

علاوة على ذلك، أشار إلى أن المملكة العربية السعودية حققت أسرع نمو بين دول مجموعة العشرين لمدة عامين متتاليين. "رؤية 2030 طموحة، وقد حققنا أهدافنا قبل الموعد المحدد. هدفنا هو أن تظل المملكة في أفضل حالاتها باستمرار، وتحول التحديات إلى فرص.


وبينما تطرقت تعليقات ولي العهد إلى مجموعة من القضايا، بدءًا من القضايا الجيوسياسية وحتى أسواق الطاقة، فإن التأكيد النووي هو الذي يتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً. وفي خضم الحوارات المستمرة والعلاقات الآخذة في التحسن، فإن شبح سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط يلوح في الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى، مما قد يؤدي إلى إعادة ضبط الطريقة التي تتعامل بها القوى العالمية مع المنطقة.


يأتي هذا التصريح التاريخي لمحمد بن سلمان في وقت حرج، مما يزيد من إلحاح الجهود الدبلوماسية المستمرة. فهو لا يقدم نظرة ثاقبة للرؤية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية فحسب، بل يمثل أيضًا تحديًا هائلاً للدبلوماسية الدولية في تجنب سباق التسلح النووي في منطقة مضطربة بالفعل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال